الأمراض والفجر

 بسم الله الرحمن الرحيم

 

والصلاة والسلام على خاتم النبين:

 

 

 

 

 

أما بعد

 

فيا عباد الله اتقوا الله تعالى  واعلموا أننا في دار ابتلاء وامتحان نبتلى بالسراء والضراء . فكل حال تمر على الإنسان فهو فيها ممتحن كما قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)

 

قال ابن عباس: بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية والهدى والضلال..

 

وبهذا تظهر حكمة الله في خلقه وأمره . فهو سبحانه خلق هذه المتضادات وجعلها تمر على الإنسان ليمتحنه بها (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا)

 

عباد الله إن الأعراض عن شرع الله سببا للبلايا والمحن والمصائب قال تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)

 

عباد الله لقد تنوعت البلايا و المحن والرزايا هذه الأزمان وكثرت . فالحروب المدمرة على أشدها قائمة فهي تهلك الحرث والنسل . كم رملت من النساء وكم يتمت من أطفال؟كم أحلت من الرعب بما يستخدم فيها من أسلحة فتاكة وقذائف مدمرة.  

 

ومن البلايا والمصائب كثرة الزلازل والبراكين التي تدمر بأمر الله البلاد والعباد.

 

قال ابن القيم رحمه الله وقد يأذن الله تعالى للأرض في بعض الأحيان فتحدث فيها الزلازل العظام فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله تعالى والندم.

 

ومن البلايا ما يقع من الجدب وقلة الأمطار وغور الآبار حتى هلكت الأموال وانقطعت السبل وشاعت في العالم المجاعات.

 

ومن المصائب والنكبات تلك الفيضانات التي تغرق الديار و الحروث.

 

ومن المصائب تلك الآفات التي تصيب الثمار والحبوب والزروع فتفسدها اوتقلل نتاجها أو تلك الحرائق التي تلتهم الممتلكات وتتلف المخزونات والمستودعات . أو مانسمع من حوادث الطائرات والبواخر والسيارات وما أكثرها . فكم أنتجت من دمار وعاهات وإعاقات متنوعة.أو تلك الرياح العاتية المحملة بالغبار والأتربة.

 

ومن تلك البلايا والمصائب الأمراض المزمنة. والأوبئة الفتاكة التي تنتشر سريعا . وتحصد الأنفس حصدا. حتى عجز الطب عن وجود ما يظادها أو يخففها  .   مع العلم بقول النبي صلى الله عليه و سلم: ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله)ومع ذلك فقد وقف الطب حيران أمام كثير من الأمراض.

 

عباد الله . إن هذه الأمراض وتلك الأوبئة هي جند من جنود الله وما يعلم جنود ربك الاهو .

 

يعاقب الله بها من شاء من خلقه لعلهم يرجعون إليه ويتوبون من تقصيرهم . فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال( وما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله   عليهم الموت  ) وعن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا  )  

 

عباد الله  إن هذه المصائب والبلايا لاتقع إلا بإذن الله كما قال سبحانه ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)

 

وقال سبحانه ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)

 

عباد الله  .إن سبب هذه البلايا والمصائب هي الذنوب والآثام والتقصير في جنب الله فقد قال الله تعالى( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ * وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)وقال سبحانه( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)وقال جل وعلا  (فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ)وقال (أفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ* أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)وقال تعالى( فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)

 

عباد الله . إن الواجب على العباد في وقت الفتن والبلايا التوبة والرجوع إلى الله فقد قال تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )وقال تعالى (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ)وقال جل وعلا (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)وقال سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)وقال سبحانه  (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

 

وان من الواجب اللجأ إلى الله تعالى فقد قال سبحانه وبحمده (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)وقال تعالى  (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)

 

ومن الواجب إحسان الظن بالله  والتفاؤل . فان بعض الناس يستحكم عليهم الخوف والوجل إذا سمعوا بانتشار هذه الأوبئة والأمراض. فالحذر الحذر من اليأس من رحمة الله وسوء الظن بالله الرؤوف الرحيم. فقد قال تعالى (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)وقال سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى انه قال : أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

 

ولا يعني هذا أن المسلم لاياخد الحيطة ولايعمل بالأسباب ولكن الواجب التوكل على الله وتفويض الأمور اليه فقد قال تعالى  (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)

 

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هامة. فقال أعرابي: ما بال الإبل تكون في الرمل كأنه الظباء فيخالطها بعير أجرب فيجربها ؟ قال : فمن أعدى الأول ؟ !)

 

وقال صلى الله عليه وسلم( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وفر من المجذوم كما تفر من الأسد

 

وهذه النصوص تفيد أن الأمراض لاتعدي بطبيعتها وإنما الله هوالذي يقدر ذلك 

 

قال ابن حجر  : ففي نهيه إثبات الأسباب وفي فعله إشارة إلى أنها لا تستقل بل الله هو الذي إن شاء سلبها قواها فلا تؤثر شيئا وإن شَاءَ أَبْقَاهَا فَأَثَّرَتْ .أ.هـ

 

فالحكمة من هذه البلايا تخويف العباد حتى يعودوا الى الله  ويتوبوا اليه.

 

قال قتادة : إن الله يخوف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون او يذكرون أو يرجعون .أ.هـ

 

قال تعالى:(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ * ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)

 

وان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .ما جاء في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ)اللهم… الأربعاء18-5-1430هـ

 

 

 

الثانية

 

عباد الله ان مما يلاحظ على كثير من اخواننا هذه الأيام أيام الصيف_ هداهم الله _ التخلف عن صلاة الفجر مع الجماعة ولا شك أن هذا نقص في الدين وسبب للبلايا خصوصا مع التفريط بالسهر الطويل الذي يترتب عليه تضييع الواجبات.
 عباد الله :ان منزلة الصلاة عظيمة وبالأخص   صلاة الفجر فقد  سماها الله في كتابه المبارك  قرآنا فقال سبحانه: وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً )

 

عباد الله ان المحافظة عليها من أسباب الفوز يوم القيامة   قال صلى الله عليه وسلم :”بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة “أخرجه الترمذي وأبو داود
عباد الله .هنيئاً لمن حافظ عليها أن يتمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم في الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم: “إنِّكم سترون ربَّكم كمَا ترون هذا القَمرَ لا تُضامونَ في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشَّمسِ وقبلَ غروبها فافعلُوا ثم قرأ:(وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) أخرجه البخاري ومسلم
أيها المؤمنون :ألا ترضون أن يذهب الناس بالأموال والزوجات ، وترجعون أنتم بالبركة في الأوقات  وطيب النفس   ، ودخول الجنات  فقد قال صلى الله عليه وسلم:”من صلى البُردين دَخل الجنة “أخرجه البخاري ومسلم. والبردان: صلاة الفجر وصلاة العصر، وقال صلى الله عليه وسلم: “لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ” أخرجه مسلم. والمراد بهذا صلاة الفجر وصلاة العصر
  ألمحافظون على صلاة الفجر  محفوظون بحفظ الله، أنفسهم طيبة، وأجسادهم نشيطة ، يقول صلى الله عليه وسلم:”من صلَّى الصبح فهو في ذمة الله)رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم:”يعقدَ الشيطان على قافية رأسِ أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، ويضرب على مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ وذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى إن حلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان “متفق عليه .وقال صلى الله عليه وسلم : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط فذلكم الرباط )رواه مسلم.

 

عباد الله لقد امتدح الله المحافظين على الصلوات فقال سبحانه :(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أن تُرفعَ ويُذكرَ فيها اسمهُ يسبحُ لهُ فيها بالغُدُوِّ والآصال* رِجَالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام صلاة وإيتاءالزكاةِ يخافونَ يوماً تتقلَّبُ فيهِ القلوب والأبصارُ * ليجزيهُمُ الله أحسنَ ما عَمِلُوا ويزيدهُم مِّن فضلِهِ واللَّهُ يرزُقُ من يشاء بغير حساب)
أمَّا مَن ضيَّعوا الصلاة وتهانوا بها وأخَّروها عن وقتها فهم على خطر عظيم  .
قال تعالى: ( فويل للمصلين*الذين هُم عن صلاتهم ساهون)
وقال تعالى: فخلفَ من بعدِهِمْ خلفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً*إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنَّة ولا يظلمون شيئاً) وقال صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أوَّل ما يُحاسبُ به العبدُ يومَ القيامة مِن عملهِ صلاتُهُ ، فإن صلُحت فقد أفلحَ ونَجَح ، وإن فسدت خابَ وخَسِرَ” رواه الترمذي وقال حديث حسن . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:” ليس صلاةٌ أثقل على المنافقين من صلاةِ الفجرِ والعشاءِ ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ” أخرجه البخاري ومسلم

 

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: من يتعمد ضبط الساعة إلى ما بعد طلوع الشمس حتى لا يصلي فريضة الفجر في وقتها ، فهذا قد تعمد تركها في وقتها ، وهو كافر بهذا عند جمع كثير من أهل العلم كفرا أكبر –

 

وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله : فإذا أخرها عمداً إلى طلوع الشمس فقد عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله، فيكون مردوداً، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)

 

اللهم..

 

 

 

الأربعاء18-5-1430هـ

يسر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن صالح المزيني - حفظه الله - أن يجيب على أسئلتكم الشرعية والعلمية عبر هذه المنصة المباركة، سائلين الله لكم التوفيق والسداد.

write_question إسأل الشيخ

التعليق على مَنْظُومَةٌ فِي غُرْبَةِ الإسْلامِ

9/24/2019

التعليق على لامية شيخ الاسلام

10/7/2017