الشيخ عبدالرحمن المزيني

التعليق على لامية شيخ الاسلام

10/7/2017

المؤلف : الشيخ عبدالرحمن بن صالح المزيني

المؤهل العلمي: دكتوراه في العقيدة

تحميل الكتاب

تفاصيل الكتاب

التعليق على لامية ابن تيمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد

فهذا تعليق يسير على لامية ابن تيمية الحراني رحمه الله . سائلا الله التوفيق والقبول .

ومضمون هذه الابيات بيان عقيدة السلف الصالح .

و العقيدة هي ما يعقد عليه المرء قلبه وأصله مأخوذ من عقد الحبل إذا ربطه ثم استعمل في عقيدة القلب وتصميمه الجازم .

وسميت هذه المنظومة ( لامية ) لأن حرف الروي الذي اختاره هو اللام فبنى عليه قصيدته والتزم به في جميع أبياتها وإليه تنسب القصيدة فيقال لامية ابن تيمية ومثله نونية ابن القيم.

وناظمها أو من تنسب اليه هو تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدا لحليم بن عبدا لسلام بن تيمية الحراني، صاحب التصانيف المباركة . وقد جمع فتاواه ابن قاسم في سبع وثلاثين مجلدا مع الفهارس . ولد رحمه في عام661 هـ وتوفي عام 728 هـ رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.

قال رحمه الله :

يَا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقِيدَتِي رُزِقَ الهُدَى مَنْ لِلْهِدَايَةِ يَسْأَلُ

الذي يظهر من قوله (يا سائلي) أن سبب نظم هذه الأبيات أنه سُئل عن عقيدته حيث أنه امتحن في عقيدته وأوذي أشد الأذى في سبيلها.

ينبغي لطالب الحق أن يسأل عما يجهل ويشكل عليه كما قال تعالى:(فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(النحل: الآية43)

(ِرزقَ الهُدَى مَنْ لِلْهِدَايَةِ يَسْأَلُ ) هذه جملة دعائية من الناظم رحمه الله وأسلوب حسن من المعلم للطالب بأن يدعو له في كلامه.

ويحتمل أنه يخبر أن الله لا يخيب من رجاه فمن طلب الهداية صادقا وفق لها.

والهدى هو العلم النافع (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ )(التوبة:الآية33)

والهداية نوعان: الأولى: هداية الدلالة والبيان وهي بيد كل عالم ناصح كما قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(الشورى:الآية52) الثانية: هداية التوفيق والإلهام وهذه لا يقدر عليها إلا الله كما قال الله تعالى:(إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) (القصص: الآية56).

اسْمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ فِي قَـولـِه لاَ يَنْـثَنِي عَنْـهُ وَلاَ يَتَبَـدَّلُ

من آداب طالب العلم الانصات والبعد عن الملهيات حتى يتحقق له السماع التام والانتفاع . فيقول : اسمع أي سماع انتفاع .وقد كان عليه الصلاة والسلام أحيانا إذا أراد أن يحدث الناس قال: استنصت الناس .

*لا بأس بمدح الانسان نفسه بما فيها للمصلحة فقد وصف نفسه بالتحقيق والثبات على الحق .

(لاَ يَنْـثَنِي عَنْـهُ وَلاَ يَتَبَـدَّلُ ) الصادق لا يرده عن قول الحق تهديد العدو وبطشه فقد لاقى ابن تيمية من ذلك نصيباً وافرا وغيره من العلماء. ففي هذا الثبات على الحق والحذر من التقلب والتلون في الدين فتلك سمة المنافقين .

حُبُّ " الصَّحابَةِ " كلِّهِمْ لِي مَذْهَبٌ وَمَوَدَّةُ القُرْبَى بِهَا أَتَوَسّــلُ

من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم من الغل والحقد والبغض وسلامة ألسنتهم من الطعن واللعن والسب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لفضلهم وسبقهم وصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم فهم الذين بلغوا الشريعة عن رسول الله وناصروه فأراد رحمه الله بهذا الرد على الروافض والخوارج الذين يسبون الصحابة ويتنقصونهم ويجحدون فضائلهم وأراد بيان مذهب السلف في الصحابة قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(الحشر:10). وقرابة النبي عليه الصلاة والسلام من المومنين لهم مزيد فضل قال تعالى (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(الشورى:الآية23) وقوله صلى الله عليه وسلم:( أذكركم الله في أهل بيتي ) رواه مسلم. * من أنواع التوسل إلى الله التوسل بالعمل الصالح ومن ذلك محبة قرابة النبي صلى الله عليه وسلم فإنها أعظم القربات . * الصحابة هم أفضل الخلق بعد الأنبياء قال في الواسطية:(ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة ). وَلِكُلِّهِمْ قَـدْرٌ عَلاَ وَفَضَائلٌ لكِنَّمَا " الصِّدِّيقُ " مِنْهُمْ أَفْضَـلُ الصحابة رضي الله عنهم يتفاوتون في الفضل فالمهاجرون أفضل من الأنصار و أهل بدر وأهل بيعة الرضوان أفضل من غيرهم ويفضلون الصديق على الجميع وعمر على عثمان وعلي رضي الله عنهم.

وَأَقُولُ فِي " القُرْآنِ " مَا جَاءَتْ بِـهِ آياتُـهُ فَهْوَ الْكَرِيمُ الْـمُنزَلُ

مذهب السلف في القرآن أنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وأنه تكلم به حقيقة.

( فَهْوَ الْكَرِيمُ الْـمُنزَلُ ) وقد جاء في بعض النسخ ( القديم ) وما أثبتنا هو الموافقة للقرآن (إنه لقرآن كريم) وقوله تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ)

ومذهب السلف أن كلام الله يتعلق بمشيئته وقد أنكر ابن تيمية وغيره من السلف (‌كون كلام ‌الله ‌قديم العين وأن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته و قال: (انه لم يقل به أحد من السلف) .‌ فكلام ‌الله ‌قديم أي لم يزل متكلما إذا شاء لا يقولون: إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ونحو ذلك.

وَأَقُولُ قَالَ اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ وَ" الْمُصْطَفَى " الْهَادِي وَلاَ أَتَأَوَّلُ

يقصد رحمه الله التأويل المذموم الذي نهجه المبتدعة في صفات الله تعالى حيث حرفوها عن المعنى الحقيقي إلى معانٍ أخرى مثل تأويل اليد بالنعمة أو القوة وتأويل الغضب بإرادة الانتقام والمجيء بأمره، ونحو ذلك من التأويلات المذمومة الفاسدة.

وَجَمِيعُ " آيَاتِ الصِّفَاتِ " أُمِرُّهَـا حَقّـاً كَمَا نَقَـلَ الطِّرَازُ الأَوَّلُ

مذهب السلف في الأسماء والصفات إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل وينفون عنه ما نفاه عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم مع إثبات كمال ضد المنفي لأن مجرد النفي لا يستلزم المدح كقولهم الجدار لا يسمع وهذا ما قرره في الفتوى الحموية كما قال تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى:الآية11).

وأَرُدُّ عُهْدَتَها إِلَى نُقَّالِهَـِاُ وَأَصُونُها عـَنْ كُلِّ مَا يُتَخَيَّلُ

يجب أن تصان صفات الله عن جميع الظنون والتخيلات كمن زعم أن صفات الله كصفات الخلق. أو كيفها على ما يتخيل.

قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ " القُرَانَ " وَرَاءَهُ وَإِذَا اسْتَدَلَّ يَقُولُ قَالَ " الأَخْطَلُ

السلف رحمهم الله يشنعون على من يعرض عن الاستدلال بالنصوص من القران والسنة ويستدل بالعقليات والاهواء وأراء الرجال. وقد قال الله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ ‌إِلَى ‌اللَّهِ ‌وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59] *

الأخطل(19-90هـ) هو غياث بن غوث التغلبي شاعر نشأ على النصرانية. فالناظم رحمه الله يشنع على المبتدعة لقولهم :ان القران الكريم ليس كلام الله ويستدلون بقول هذا الشاعر النصراني ويدعون قول الله تعالى عن نفسه: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ ‌فَأَجِرْهُ ‌حَتَّى ‌يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 6].

وَالمُؤْمِنُونَ " يَـرَوْنَ " حَقّـاً ربَّهُمْ وَإلَى السَّمَـاءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ " يَنْزِلُ

يشير رحمه الله إلى عقيدة السلف التي دل عليها القرآن والسنة من أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة كما قال تعالى :(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَة *إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:22-23) وقوله صلى الله عليه وسلم:(إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر )متفق عليه وهذا مما تواتر عن السلف وقد روي عن نحو من ثلاثين صحابياً كما أشار إلى ذلك شارح الطحاوية وفي هذا رد على من زعم عدم إمكانية الرؤية.

(وَإلَى السَّمَـاءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ " يَنْزِلُ ) في الصحيحين( ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له...).وهذا نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته بلا تكييف .

وأُقِرُ بـ" الْمِيـزَانِ " وَ "الْحَوضِ " الَّذِي أَرجُـو بأَنِّي مِنْـهُ رَيّاً أَنْهَـلُ

من عقيدة السلف الإيمان بالميزان الذي توزن به الحسنات والسيئات وهو ميزان حقيقي له لسان وكفتان نؤمن به بدون بحث عن كيفيته . والحكمة في وزن الأعمال إظهار مقاديرها (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ)(المؤمنون:102-103) والذي يوزن العامل والعمل والصحف ففي هذا رد على من نفى الموازين وغاية ما عندهم الاستبعاد العقلي.

ومن عقيدة السلف الايمان بحوض النبي عليه الصلاة والسلام فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن قدر حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء من اليمن وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء ). وقد روى أحاديث الحوض أربعون صحابياً وأكثرها في الصحيحين وأجمع السلف من وجود حوض للنبي عليه الصلاة والسلام والحوض يجمع الماء النازل من نهر الكوثر في عرصات القيامة فعن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذا أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه مبتسماً فقلت: ما أضحكك يا رسول الله ؟فقال: أنزل علي آنفاً سورة فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)(الكوثر) ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد نجوم السماء فيختلج العبد منه فأقول ربي إنه من أمتي فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) رواه مسلم وحديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا فرطكم على الحوض فمن ورده شرب منه لم يظمأ بعده أبداً ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم ) رواه البخاري ومسلم.

وَكَذَا " الصِّراطُ " يُمَدُّ فَوْقَ جَهَنَّمٍ فَمُسَلَّمٌ نَـاجٍ وَآخَـرَ مُهْمَـلُ

الصراط في اللغة: الطريق الواضح، وفي الشرع: جسر منصوب على جهنم بين الجنة وأرض المحشر عليه يمر الناس على قدر أعمالهم وقد أشار القرآن إليه في قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً)(مريم:71) ومن السنة حديث أبي هريرة وفيه قوله صلى الله عليه وسلم :( ويضرب الجسر بين ظهراني جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز....) الحديث رواه البخاري ومسلم. قال عليه الصلاة والسلام : ( فَنَاجٍ مسلَّم وَنَاجٍ ‌مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) رواه البخاري.

و النَّارُ " يَصْلاَهَا الشَّقِيُّ بِحِكْمَةٍ وَكَذَا التَّقِيُّ إِلى " الجِنَانِ " سَيَدْخُلُ

اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان الآن والأدلة على ذلك من القرآن كقوله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)(آل عمران:133) وقوله تعالى: (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)(آل عمران:131) ومن السنة حديث عمران بن حصين –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم:( اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ) رواه البخاري ومسلم.

ولِكُلِّ حَيٍّ عَاقِـلٍ في قَبْـرِهِ عَمَلٌ يُقارِنُـهُ هُنَـاكَ وَيُسْـأَلُ

القبر هو أول منازل الآخرة قال ابن تيمية: ( ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر ونعيمه... أ.هـ ) * ثبت في الصحيحين من حديث البراء بن عازب –رضي الله عنه- تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للآية (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)(إبراهيم:27) بأنها نزلت في عذاب القبر رواه البخاري ومسلم.

هذا اعْتِقَـادُ " الشَّافِعيِ و مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَـَةَ " ثُمَّ " أَحْـمَدَ " يُنْقَـلُ

* الإمام الشافعي: هو محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي (150-204هـ) نشأ في مكة ثم ارتحل إلى المدينة وسمع من الإمام مالك الموطأ، وأخذ الحديث وعلومه عن سفيان بن عيينة وعلماء المدينة ثم رحل إلى العراق وناظر العلماء ببغداد وظهر تفوقه ثم أملى كتابه الفقهي العظيم (الأم) ولجلالة علمه سماه أهل بغداد (ناصر السنة).

* الإمام مالك: هو مالك بن أنس الأصبحي ( 93-179هـ) إمام دار الهجرة في الفقه والحديث بعد التابعين. من مؤلفاته (( الموطأ )).

* أبو حنيفة: هو النعمان بن ثابت (80-150هـ) وهو فارسي الأصل من تابعي التابعين وهو فقيه أهل العراق. له في علم العقيدة كتاب ( الفقه الأكبر ) ومن تلاميذه الإمام أبو يوسف.

* الإمام أحمد بن حنبل: هو أحمد بن حنبل أبي عبدالله الشيباني (164-241هـ) ولد ببغداد ونشأ بها ورحل لطلب العلم وتفقه على الشافعي حين قدم بغداد . واهتم بالسنة وحفظها حتى صار إمام المحدثين في عصره كما يدل على ذلك مسنده العظيم .

فَإِنِ اتَّبَعْتَ سَبِيلَهُمْ فَمُوَفَّقٌ وَإِنِ ابْتَدَعْتَ فَمَا عَلَيْكَ مُعَـوَّلُ

الخير كل الخير في أتباع السلف الصالح رحمهم الله . وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) والله تعالى يقول(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) (الأنعام:الآية153). والبدعة هي كل ما أحدث الناس في الدين . وهي على نوعين: بدعة قولية اعتقادية كمقالات الجهمية والمعتزلة والروافض وسائر الفرق الضالة واعتقاداتهم وبدعة في العبادات كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم..

كتبه الفقير إلى ربه/عبد الرحمن بن صالح المزيني

محرم/1426هـ

almuzaini.a@gmail.com

روجعت في يوم الثلاثاء 28 ربيع الأول 1446هـ