حفل التخرج
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد بلغني إعداد بعض المدارس والمعاهد والكليات لإقامة حفل تخرج للطلاب والطالبات هذا العام.ولا شك أنه في وقت تخرج الطلاب و الطالبات تجتمع فرحة الطالب و الطالبة بالتخرج، وفرحة الأهل، وفرحة أسرة المدرسة كلها من إدارة ومعلمين ومعلمات, وذلك من نعم الله تعالى على عباده، وعظيم فضله ومنته.فالواجب شكر هذه النعمة ، ومراعاة حق الله تعالى فيها ، والوقوف عند حدوده وشرعه ،وعدم خلطها بما يكدرها من المخالفات الشرعية, إلا أننا نرى – وللأسف الشديد – الكثير من المخالفات والمعاصي التي تقع في حفلات تخريج الطلاب والطالبات، فالواجب – طاعة لله عز وجل وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم – تنزيه هذه الحفلات من كل ما يسخط الله تعالى. فمن تلك المحاذير: الأول : التشبه بالكفار في طريقة الحفل ومسيرة الطلاب والطالبات أو لبس ما يسمى بلباس التخرج الثاني : الإسراف والمبالغة في إعداد الحفل.وتكليف الطلاب والطالبات بما لا يطاق من الملابس
الثالث : التصوير,ويعظم لحرج في حفلات الطالبات.بالفيديو وغيره ، مما لا يؤمن معه اطلاع الرجال
الرابع : ربما صحب الحفل بعض آلات الملاهي المحرمة
الخامس : حضور بعض الطالبات بملابس متهتكة لا يليق أن تظهر بها المسلمة
ومن أعظم هذه المحاذير ما يسمى بلباس التخرج أو عباءة التخرج أو القبعة ، فهي مِن ألبسة الكفار التي تميزوا بها ، ثم نقلت إلينا ، وذكر بعض أهل العلم أنها مأخوذة عن ألبسة الرهبان والقساوسة النصارى في بعض العصور ، لذلك أفتى العلماء بتحريم لبسها .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بألبستهم الخاصة بهم ، سواء كان الكفار من اليهود أو النصارى أو غيرهم ؛ لعموم الأدلة من الكتاب والسنَّة التي تنهى عن التشبه بهم ، ومن ذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى على عبد الله بن عمرو ثوبين معصفرين : ( إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ) خرجه مسلم في صحيحه ، وثبت في صحيح مسلم : أن عمر رضي الله عنه كتب كتابا إلى عامله بأذربيجان عتبة بن فرقد رضي الله عنه ، وفيه : ( وإياكم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير ) .وبناء على ذلك ؛ فلا يجوز لبس ما يسمى بـ ( الروب ) عند التخرج من مدرسة أو معهد أو كلية ؛ لأنه من ألبسة النصارى ، وعلى المسلم أن يعتز بدينه واتباعه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يلتفت إلى تقليد من غضب الله عليهم وأضلهم من اليهود ، والنصارى ، وغيرهم . انتهى .
فعلى القائمين على المدارس والمعاهد والجامعات أن يبتعدوا عن تقليد الكفار ، وليعلموا أن الطلاب أمانة في رقابهم فلا يجوز لهم أن يوقعوهم في أمور محرمة،ولا يلزموهم بما لايستطيعون, بل الواجب أن يسعوا في تربيتهم على الاعتزاز بدينهم, وتعوديهم على الالتزام بأحكام الشريعة وآدابها، والبعد عن كل ما ينافي ذلك. ولقد كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ في خُطْبَتِهِ : أَفْلَحَ مِنْكُمْ مَنْ حُفِظَ مِنَ الْهَوَى وَالطَّمَعِ وَالْغَضَبِ وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ الصِدْقِ مِنَ الْحَدِيثِ خَيْرٌ. اللهم أعذنا من الهوى .وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وآله.
كتبه /د.عبد الرحمن بن صالح المزيني
المشرف العام على موقع رياض الإسلام
فجر السبت 25/6/432هـ