تأخير صرف الزكاة

بسم الله الرحمن الرحيم

وبعد.. فقد بلغني أن في حسابات صناديق الأسر أموالا من الزكاة يتأخر صرفها وربما جاء العام القابل وأكثر ولم تصرف والسبب كثرتها وقلة المحتاج لأن المتصدق أشترط ألا تصرف إلا على فقراء الأسرة…
فأقول لاشك أن صرف الزكاة للقريب المحتاج أولى من غيره لكن لا يصح أن يكون شرطا على حساب تأخيرها لأن الواجب المبادرة بصرف الزكاة على مستحقها شرعا ولا يحل تأخيرها إلا يسيرا وللحاجة. فقد جاء في صحيح الإمام البخاري عن عقبة بن الحارث ، رضي الله عنه ، قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العصر فلما سلم قام سريعا دخل على بعض نسائه ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعجبهم لسرعته فقال ذكرت وأنا في الصلاة تبرا عندنا فكرهت أن يمسي ، أو يبيت عندنا فأمرت بقسمته). قال ابن بطال:وفيه: أن من حبس صدقة للمسلمين من وصية أو زكاة أو غيرها أنه يخاف عليه أن يحبس بها يوم القيامة في الموقف، لقوله عليه السلام: ( كرهت أن يحبسني )، يعنى: في الآخرة، والله أعلم.أ.هـ
والزكاة إن حبست عن أهلها في مال أهلكته
فقد روى البيهقي والشافعي في المسند عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : لا تُخَالِطُ الصَّدَقَةُ مَالا إِلا أَهْلَكَتْهُ).فإن صح هذا الحديث ففيه حث على تعجيل الزكاة وأدائها قبل أن تختلط بماله، فتذهب به، وقيل: أراد تحذير العمال عن اختزال شيء منها وخلطهم إياه بمالهم.و أن خيانة الصدقة قد تتلف المال المخلوط.والله أعلم وصلى الله وسلم على نبيا محمد واله وصحبه.

كتبه/د.عبدالرحمن بن صالح المزيني
المشرف العام على موقع رياض الإسلام
11/11/1438هـ